Sunday, March 22, 2009

جدران أربع

دي من حاجاتي اللي بعتز بيها شوية
أتفضلوا أقروها يعني لو جيتوا تقروا حاجة...
أربعة جدران ولاشئ آخر ،،هم حدود عالمها يتوزع علي الأربع بالتساوى أحيانا وبغير التساوى أحيان أخرى أطراف عالمها ذلك من أثاث الغرفة ومقتنياتها ،، السرير ..الأريكة ..المكتب تفترشه أوقاتا وتشيد أوقاتا كناطحات سحاب كتب لا تعرف لها حصرا ،،الدولاب المكتظ دائما بمئات الأشياء التى يصعب التعامل معه فى أغلب الوقت... ملابس وكتب ..أدوات كثيرة وغريبة ،،لا تفكر فى التفريط فى أى منها لسبب غير معلوم.. تحافظ على القديم والفارغ ولا يخطر ببالها التجديد إلا فى النذر اليسير اليسير..الكمبيوتر بوصلاته يقطن فى مكان مميز ... تتناثر حوله أشياء غريبة أكواب فارغة ..أقلام ..أوراق ..اسطوانات أيها فارغ وايها ممتلئ؟؟ لا تعرف ..... السرير يحمل الأغطية الثقيلة دائما ...حياتها شتاء طويل ..لاتنوى التخلص منه.. جميل هو السكن تحت الأغطية الثقيلة ...حول الوسائد تنام دائما اوراق وكتب تتنوع وتتمايز بعدد ما فى الحياة من معطيات كتب الدراسة الممزقة والمهملة ،،كتب معطرة تحافظ علي نظافتها وجدّتها مهما كان الوضع رثا أحيانا...كتب دين وأذكار.... قبل النوم..... قبل النوم كل شئ ينتظرها ربما يقع عليه الاختيار الليلة ..تتجاهل كل هذا أوقات كثيرة ...تقنع بركن واحد لشهور أو أيام ....تغلق دائرتها نفسها وماتريد على اشياء فوق السرير مع كتاب أوكتب وجهاز الراديو.... أمام المرآة فى حديث طويل تكرره لأيام وتنساه أو أمام الكمبيوتر والذى تقضى معه وقتا كافيا للضجر من الحياة ذاتها ..اكتظ هو الآخر بآلاف الأشياء ...لا تتخلص من شئ منها،،لاتعرف على ماذا تبقى وتنسخ ،،ومما تتخلص ..آلاف الموضوعات فتحتها ولم تنهها كل يوم عشرات البحوث مع جوجل هذا ،،كل كلمة تبحث عنها فى رحلة استكشاف وبحث لاتنتهى تقضى الوقت الكثير الطويل فى أشياء مفيدة واشياء لاتفيد غير أنها جذبتها للاطلاع لم؟ لاتدرى ... انها تجد نفسهاأحيانا تتحدث فى اشياء غريبة لاتعرف مصدرها لا تعرف لها أصلا ولا يعرفها أحد،،وترى الدهشة فى العيون أحيانا فتغلق على الكلمات فمها فهى لا تعرف ماهيتها حقيقة ولا فى أى ركن قصى قرأتها ولا تستطيع أن تنسبها لمصدر شرعى ،،،،تفضل السكوت مع رغبة فى البحث فى يوم ما ،،لا يأتى اليوم فى الغالب ،،الشباك مغلق منذ أعوام طويلة طويلة حتى أنها تنسى وجوده معظم الوقت إلا فى ايام التنظيف ربما أصابها شئ من الهوس احيانا فتفتحه فى ساعات الفجر المتأخرة جدا أو فى ساعات الصباح المبكرة جدا ....ترى السماء والنجوم والنيل من بعيد .... تعيد الغلق سريعا وكأن شيئا لم يكن !!!!دائما هى حبيسة الجدران الأربع وتساورها خيالات حول الخارج تتفاوت حسب حالتها النفسية ربما يسبح الخارج فى الضياء وتعوم فيه الفراشات ،،ربما فوق امتدادات خضراء ترقص فيها العيدان والأوراق والزهور على نغمات تصدر من ذواتهم ،،ربما تذكر ربما تسبح ربما تعبد ...كم تتوق للخروج نعم سوف تخرج فقط تنتهى مما تفعل وستخرج إلى العالم لتصاحب كل هؤلاء فى حياتهم الرائعة تلك ..ربما فى الخارج البحر نعم بصخبه وروعته وما يلقى فى الذات من شعور بالجبروت أحيانا والرثاء أوقاتا لجبار مقهور قيّد لمساحته التى يحتلها والتى يصخب فيها دائما متمنيا الخروج راغبا فى أن يحتل مساحات أوسع هو كذاتها أوقات الغضب،،خطر وغير مأمون ستزوره قطعا ستسافر يوما اليه وتجلس على حافته وستلقى اليه بأمنياتها فقط ليعلمها وستلقى فيه بهمومها ومشاكلها فهو قادر على استيعابها كلها..ربما فى الخارج بشر رائعون النظر فى عيونهم يزيد ثراء الذات والاقتراب منهم يبعث على الشعور بالدفء و يبعث الحياة دابة فى الأوصال ،، ستراهم قطعا وستأنس بهم يوما أيضا ربما هناك أناس جادون صحبتهم تحولك إلى ترس يدور فى ماكينة رائعة تنتج اشياء أكثر روعة ،، سأقوم بهذا الدور حتما يوما ما فليس أجمل لترس يدور من ان يصحب تروسا اخرى وإن تآكلت أطرافهم فهم فداء لما ينتجون فى النهاية ربما هناك أناس يقاتلون من اجل حق ربما تسيل دماؤهم فوق التراب وهم فى نشوة يبعثها الألم فى نفوس تعرف ماذا تريد وتبذل من أجله ولا مانع.. بالقطع هم سعداء كم تتمنى لو تسعد مثلهم ،،،،،قطعا يوما لن تتأخر عن صحبتهم ربما وربما فى الخارج مالاتعرف وتود أن تعرف فلا أجمل من الاكتشاف دائما عرفت هذا دائما هى فى انتظار أن تخرج لترى العالم وقد اعدت نفسها جيدا جدا ولا شك بآلاف الأفكار لمواجهة كل ما يصخب به العالم،،،ربما تكفى وربما لا ....اليوم تخرج أخيرا ترى الشمس كما تصورتها تبحث عن الكون الذى تحلم به تعوم فى بحر الضياء ككل الكائنات تقضى اليوم الطويل بلا انقطاع تستغرق بكل ذاتها تسمع وتصدق وتكذب تتحدث تهبط وتصعد تذكر اشياءا تعلمتها وتنسى أخرى تتمسك بفضائل وتدور حول أخرى ،، تسير فى الموكب ككل من يسير وتخرج عنه أحيانا ،،تجالس البشر وتأنس بوجودهم غبر أنها لا تزداد ثراءا حين تنظر فى كل العيون فبعضها لا يمنح شيئا ،،وتستشعر الدفء وقتا والبرودة القاتلة أوقات وتدب الحياة فى أوصالها أحيانا وتموت تموت تموت ساعات ،، ،،،تعودوككل عودة تعود إلى جدرانها الأربع ولا تعرف نفسها !!!!!!
من هى؟ أهى الطفلة التى كانت منذ أعوام تعشق الفراشات والأزهار تحسد العصافير على تحليقهم ،، تحب الألوان وتحلم بآلة عزف تمتلكها وفستان زاه يفترش أرجوحة من أعواد خضراء مجدولة ومعلقة بين شجرتين ،،تلك من كانت تفضل دائما المضى وحيدة فى الحديقة بعيدا عن ضوضاء الأطفال الأشقياء؟ أم هى تلك التى جدت أوقاتا وساعات طويلة طويلة فى تعلم اشياء كثيرة باخلاص راضية بلا انتظار لمكافئة أو جزاء فلم تعتد هذا هى تفعل لأنه ينبغى أن تفعل ومهما كان قاسيا فهو واجب عرفت معناه منذ كانت أصابعها فى غاية الدقة والضعف أم هى تلك التى سكن الحزن عينيها أعواما طويلة وكان لها حلم واحد فى الليل أن تمتلك القدرة على الطيران لتزور منزل حبيبها الذى لاتعرف فتلقى نظرة عليه من النافذة تطمئن فيها إلى ملامحه هادئة فى نومه ثم تعود!! أم هى من مزقت اغلال كل الأحلام الساذجة يوما وثارت على كل الهدوء وأعلنت رفض الضعف فى ذاتها وصارت متمردة بلا نهاية ؟؟أم تلك التى لبست ثوب الحكمة اوقاتا أخرى كثيرة لا لشئ سوى الانتظار انتظار مالايأتى دوما !!!!!! أم هى من تعلمت كيف تعيث فسادا فى نفوس البشر حين يغلبها شيطان الهوى أوقاتا ويصور لها كيف يكون الذكاء؟؟ أم هى من تزرع الأرض الآن ذهابا وايابا فى هرب مما؟ لا تعرف وتسد آذانها فى هرب من ماذا لاتعرف أيضا وتكتم صراخها والذى لا تعرف مصدره ايضا يدركها الاعياء ولا تذكر كيف تنام وتنقضى ساعات النوم فى رحلة أبدية لا تنتهى تموت فيها ذات يوم فائت.. وتولد بذات جديدة تصحو لتقيم بين الأربع جدران،، حدود عالمهاباثاثها وأغراضها التى تتوزع عليها بالتساوى حينا وبغير التساوى أحيانا تقضى الوقت فى أحد الأركان كما اعتادت وتهمل الباقى وتتصور أشيائا عن الخارج وتنتظر يوم الخروج القادم على أمل أن ترى ضياءا يغمر الكون....وفراشات تعوم وأعواد خضراء وزهور ملونة ترقص وأناسا تزداد ذاتها ثراءا حين تنظر فى أعينهم....

No comments:

Post a Comment